أكد الدكتور عمار الحسيني، نائب المدير العالم للجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات الكويتي، على أن الجهاز نجح في تدريب 4000 موظف حكومي في المجالات المختلفة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال عامي 2020 و 2021. جاء ذلك في حلقة نقاشية قامت بتنظيمها المنظمة التعليمية العالمية “أودا سيتي”، وهي أحد المنظمات الرائدة في التأهيل المهني المحترف في علوم الكمبيوتر والبرمجيات التكنولوجية الحديثة من خلال منصتها الرقمية. فالمنظمة تقدم خدماتها للأفراد والهيئات الحكومية والخاصة لجميع بلدان العالم ومنها بكل تأكيد دور مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط.


المبادرة الكويتية نحو التكنولوجيا


تصب دولة الكويت الكثير من الاهتمام والتركيز على مجال التكنولوجيا باعتبارها مستقبل العالم. فالدولة، بالتعاون مع مؤسساتها الحكومية والخاصة، تبذل الكثير من الاستثمارات في هذا المجال من خلال الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات وبعض الشركات العالمية المهتمة بهذا المجال منها شركة هواوي، شركة بالو التو، فورتينت، مايكروسوفت والمزيد من الشركات الأخرى.
أكد على ذلك الدكتور عمار الحسيني حيث قال أن الجهاز قام بتنظيم العديد من ورش العمل وبرامج القيادة للتحول الرقمي. شارك في هذه الورش والبرامج أكثر من 75 قياديًا حكوميًا من خلال المبادرات المختلفة التي تطلقها الحكومة والشركات التكنولوجيا العالمية الأخرى سابقة الذكر. الهدف من ذلك هو تنمية قدرات الموظفين الحاليين ومساعدتهم على الاستفادة من التكنولوجيا الحالية في أعمالهم وأداء مهامهم. هذا يساعدهم على نقل التجارب الخاصة بهم لزملائهم في العمل وتسريع حركة التحول الرقمي التي تستهدفها الكويت في رؤيتها المستقبلية.


الحياة التكنولوجية في الشارع الكويتي


تعطي الحكومة الكويتية الكثير من الاهتمام لتدريب كوادرها البشرية في المؤسسات الحكومية على التكنولوجيا الحديثة. فهذا يساعد على تنشئة موظفين يدركون جيدًا كيفية التعامل مع عالم الإنترنت وتحقيق أقصى استفادة منه بما يعود على الدولة والأفراد بالنفع. تتوجه الدولة أيضًا نحو تدريب الشباب بصفة عامة نحو الحياة الرقمية وتشجع المواطنين على الاستفادة من المنصات الرقمية الحكومية للحصول على الخدمات.


فهناك العديد من المنصات الحكومية على الإنترنت التي يمكنك من خلالها الحصول على الخدمات المختلفة والتي تأتي من رؤية التحول الرقمي والتنمية التكنولوجية التي تسعى نحوها الكويت. من خلال الكثير من الحملات التوعية التي تطلقها الحكومة، اعتاد المواطنين في الكويت على استخدام التكنولوجيا في حياتهم اليومية سواء في العمل أو الترفيه.


فالكثير من المواطنين يعملون في شركات حكومية وخاصة تعتمد بشكل أساسي على الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات. بطبيعة الحال يصبحون في مواجهة استخدام هذه التكنولوجيا للقيام بالمهام المنوطة بهم. الترفيه أيضًا تحول إلى العالم الرقمي وخاصة مع ضيق الوقت وسرعة المتغيرات اليومية.


فالكثير من المستخدمين أصبح استخدامهم لشاشات التلفاز والألعاب التقليدية منخفض للغاية. البديل هو أنهم اعتادوا على استخدام منصات المحتوى الرقمي ومنصات الألعاب عبر الإنترنت مثل مواقع ألعاب سلوتس اون لاين في الكويت حيث أن الوصول لهذه المواقع أصبح سهل للغاية عبر الهواتف الذكية، كما أنها تقدم مئات من الألعاب المختلفة التي تتناسب مع أذواق اللاعبين. فوق ذلك، تقدم هذه المواقع جوائز نقدية للفائزين في الألعاب وتتيح للمستخدمين سحب هذه الجوائز عبر وسائل تعامل مالي آمنة وموثوقة. ما يزيد من شعبية هذه المواقع هو أن المواطنين لديهم الوعي والمهارة والقدرة على استخدام التكنولوجيا في الترفيه والعمل على حد سواء.


علاقة طردية بين العمالة الماهرة والتقدم التكنولوجي


في تلك الحلقة النقاشية، تم مناقشة الوسائل المختلفة التي تساعد على تعزيز استراتيجيات التحول الرقمي في الكويت بحلول عام 2025، وتم التأكيد على أن هذه الاستراتيجيات ترتبط بشكل مباشر مع تطوير المهارات الرقمية والتكنولوجية للشباب والتي تعتبر بدورها أحد المحاور الأساسية في رؤية الكويت 2030 التي تتعلق بتحقيق التنمية المستدامة.


في هذا السياق، أكد الحسيني في أحد التصريحات الصحفية إلى أن معظم دول مجلس التعاون الخليجي ومنها الكويت تعاني من نقص في العمالة الماهرة بمجال تكنولوجيا المعلومات. هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على مسار التنمية التكنولوجية، ويجعل من التحول الرقمي بطيء مع تأخير إنجاز المشروعات الضخمة والحيوية، كما أنه أحد التحديات الأساسية التي تمنع خلق بيئة ملائمة للاقتصاد الرقمي.
أضاف الحسيني إلى مجموعة من التخصصات التكنولوجية المطلوبة بشكل كبير على مستوى العالم العربي منها البرمجة المتقدمة للأمن السيبراني، الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، علم البيانات، الحوسبة السحابية والتسويق الرقمي والواقع المعزز وبناء وتطوير البرامج والتطبيقات الخاصة بالهاتف الجوال.


أكد نائب المدير العالم للجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات الكويتي إلى أن الجهاز يعمل على تحسين المهارات التقنية والرقمية المتخصصة لدى الموظفين والعمل على تأهليهم عبر الدورات التدريبية المناسبة حيث أنه الجهة الحكومية المسؤولة عن الأمر. فالجهاز يقوم بالعديد من الإجراءات التي تساعده على تحقيق ذلك منها تخصيص ميزانية لتنمية مهارات موظفي القطاع الحكومي وفق خطط ناجحة تستهدف رفع معدلات الوعي لديهم بأهمية التعليم المستمر، تقديم آليات عمل جديدة تتناسب مع المتغيرات العالمية والتي تعتمد على المرونة وتدعم التحول الرقمي وغير ذلك من الإجراءات.